دور الاتصال السياسي في التنشئة السياسية للشباب الجزائري

Abstract

تتناول هذه الدراسة موضوع دور الاتصال السياسي في التنشئة السياسية للشباب الجزائري يومية الخبر والتلفزيون الجزائري أنموذجا، وهي عبارة عن دراسة تحليلية ميدانية، وقد هدفت الدراسة إلى التعرف على دور الاتصال السياسي الذي تمارسه وسائل الإعلام الوطنية محل الدراسة في التنشئة السياسية للشباب الجزائري، وذلك انطلاقا من مجموعة من التساؤلات الخاصة بالدراسة التحليلية، وأربع فرضيات خاصة بالدراسة الميدانية. واعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي الذي يقوم على دراسة الظاهرة كما توجد في الواقع ووصفها وصفا دقيقا إما نوعيا وإما كميا أو الاثنين معا، وفيما يخص عينة الدراسة، بالنسبة لعينة الدراسة التحليلية فقد اعتمدنا على نمط العينة الدائرية المنتظمة، وتتكون عينة هذه الدراسة من 24 مفردة موزعة بالتساوي 12 مفردة خاصة بجريدة الخبر اليومي، و12 مفردة خاصة بنشرات الأخبار التي تبثّ عبر التلفزيون الجزائري، وبالنسبة لعينة الدراسة الميدانية فإننا سنعتمد على نمط العينات غير الاحتمالية، وذلك من خلال العينة القصدية، ويبلغ حجم عينة الدراسة الميدانية 500 مفردة من الشباب الجزائري الذي يتراوح عمره مابين 18و32 سنة، 270 مبحوث من جمهور يومية الخبر و230 مبحوث من جمهور التلفزيون الجزائري. وفيما يتعلق بأدوات جمع البيانات فقد اعتمدنا في هذه الدراسة على أداة تحليل المضمون وذلك لتحليل محتوى المواد الإعلامية الواردة في وسائل الإعلام الوطنية عينة الدراسة، وعلى الاستبيان الموجه لدراسة جمهور وسائل الإعلام الوطنية محل الدراسة. وقد تمثلت أهم نتائج الدراسة في: - كشفت الدراسة عن تنوع الوظائف السياسية التي تقوم بها كل من جريدة الخبر اليومي وكذا التلفزيون الجزائري من خلال نشرة الأخبار الرئيسية، ففي الوقت الذي اشتركتا فيه في الوظيفة الإخبارية، إلا أنهما اختلفتا في وظائف أخرى، فيومية الخبر مالت إلى الوظيفة التحليلية التفسيرية، في حين اتجه التلفزيون الجزائري من خلال نشرة الأخبار الرئيسة إلى وظيفة الدعاية السياسية. - أوضحت الدراسة أن كل من يومية الخبر وكذا التلفزيون الجزائري من خلال نشرة الأخبار الرئيسية، قد اهتما بمختلف مجالات التنشئة السياسية، والمتمثلة في المجال المعرفي، الوجداني والسلوكي، مع تركيز كلاهما على المجال المعرفي الذي يسعيان من خلاله إلى تزويد الشباب الجزائري بكم معلوماتي متنوع وإعلامه بمختلف الأحداث والقضايا السياسية المتناولة سواء على المستوى الوطني أو الدولي. - كشفت الدراسة أن أهم المواضيع السياسية التي يهتم بها أفراد العينة عبر وسائل الإعلام الوطنية محل الدراسة تتمثل في النشاطات السياسية لأعضاء الحكومة الجزائرية، القضايا الأمنية، القضايا القانونية والدستورية، والأخبار المتعلقة بالأحزاب السياسية، في حين كشفت الدراسة أن المبحوثين لا يهتمون كثيرا بمعرفة الأخبار المتعلقة بالعلاقات الدبلوماسية التي تسعى السلطة السياسية لربطها سواء مع الدول العربية أو الدول الغربية. - كشفت الدراسة عن اهتمام أفراد العينة بمعرفة أخبار بعض الشخصيات السياسية الوطنية الفاعلة يتقدمها الوزراء، ثم رئيس الجمهورية، ثم نواب البرلمان فرؤساء الأحزاب السياسية. - بيّنت الدراسة أنّ وسائل الإعلام الوطنية عينة الدراسة لا تدفع الشباب الجزائري إلى المشاركة السياسية. - أوضحت الدراسة عن تصور المبحوثين لمفهوم الثقة السياسية إزاء السلطة السياسية، حيث ربط أفراد العينة تصورهم للثقة السياسية بكفاءة المسؤول السياسي ونزاهته، وفي هذا الصدد فقد أوضحت الدراسة كذلك ضعف ثقة أفراد العينة في سلطتهم السياسية. - أوضحت الدراسة أنّ وسائل الإعلام الوطنية عينة الدراسة لا تساهم في خلق الثقة السياسية لدى الشباب الجزائري إزاء سلطتهم السياسية. - كشفت الدراسة أن الصورة الذهنية المشكّلة لدى أفراد العينة حول سلطنهم السياسية هي صورة سلبية كما كشفت الدراسة عن تصور أفراد العينة لمفهوم المشاركة السياسية، حيث اعتبر المبحوثون أن المشاركة السياسية تنحصر في المشاركة في العملية الانتخابية، وفي الانضمام للأحزاب السياسية بدرجة أقل، وفي هذا الصدد فقد أوضحت الدراسة كذلك عن عزوف أفراد العينة عن المشاركة في مختلف المناسبات الانتخابية التي تنظمها السلطة السياسية الوطنية. - كشفت الدراسة أنّ وسائل الإعلام الوطنية عينة الدراسة لا تساهم في تنمية الثقافة السياسية للشباب الجزائري.