دور وسائل الإعلام المحلية العمومية في التنمية المحلية

Abstract

تناولت هذه الدراسة العلاقة الثنائية التي تجمع وسائل الإعلام العمومية المحلية والتنمية المحلية، حيث جاءت لتكشف عن الدور الذي يمكن أن يلعبه الإعلام العمومي المحلي بشقيه المكتوب والمسموع (الصحيفة والإذاعة المحليتين من خلال دراستين أولاهما تحليلية العينة من صحيفة النصر الجهوية وإذاعة ميلة المحلية وأخرى ميدانية شملت القائمين بالاتصال في الوسيلتين المذكورتين، وانطلقت فيها الباحثة من طرح تساؤل رئيس تمثل في: ما هو دور وسائل الإعلام المحلية المكتوبة والسمعية فى التنمية المحلية ) من خلال المضمون والقائم بالاتصال؟ وما هي

أوجه التشابه والاختلاف بينهما؟

ويندرج هذا العمل ضمن الدراسات الوصفية، استخدم فيها المنهجان الوصفي التحليلي والمقارن

باستخدام أداة تحليل المضمون كأداة رئيسة للدراسة التحليلية، واستمارة الاستبيان كأداة للدراسة الميدانية.

استعانت الباحثة في الدراسة التحليلية بالعينة العشوائية المنتظمة التي يندرج تحتها أسلوب الدورة

الصناعية، وتكونت من 12 عددا من صحيفة النصر و 7 أيام من بث إذاعة ميلة، طيلة الفترة الممتدة من

1 مارس إلى غاية 31 ماي ،2017، أما الدراسة الميدانية فاعتمدت على المسح الشامل المجتمع الدراسة

المتمثل في القائمين بالاتصال في كلا الوسيلتين الإعلاميتين المحليتين.

وفيما يأتي أهم النتائج التي أسفرت عنها عملية تحليل المعطيات:

أ - الدراسة التحليلية

ظهرت أغلب مواضيع التنمية المحلية في صحيفة النصر في الصفحات الداخلية، كما كان ظهور

هذه القضايا أكثر في الفترة الصباحية بالنسبة للإذاعة المحلية الميلة. استخدمت صحيفة النصر اللغة العربية الفصحى في عرض قضايا التنمية المحلية، بينما مزجت الإذاعة المحلية لميلة بين اللغة الفصحى والعامية وهو من سمات لغة التخاطب الحديثة في عالم

الإعلام السمعي.

- اعتلت القضايا الاجتماعية سلم الترتيب بصحيفة النصر، بينما كان للقضايا الاقتصادية الصدارة في

إذاعة ميلة المحلية.

- أكثر الفاعلين مشاركة في التنمية المحلية في كلتا الوسيلتين هم السلطات المحلية.

. يعد الجمهور المحلي العام الأكثر بروزا واستهدافا في الرسائل الإعلامية الخاصة بالقضايا التنموية في صحيفة النصر وإذاعة ميلة المحلية على السواء، نظرا لكون القضايا المعالجة بالوسيلتين محل

الدراسة تهم الشأن العام المحلي.

تعتمد صحيفة النصر على المراسلين المحليين في جمع الأخبار والقضايا ذات الطابع التنموي، بينما

تعتمد الإذاعة على صحفييها وهذا راجع إلى حدود وانتشار وحجم تغطية كل وسيلة.

استخدمت صحيفة النصر وإذاعة ميلة الأساليب الإقناعية العقلية عبر الإحصائيات والأرقام التي

تزودها بها الجهات المعنية بالمشاريع والقضايا التنموية، ولم تستخدم الأساليب العاطفية الوجدانية إلا

بصفة محتشمة في كلا الوسيلتين.

ب الدراسة الميدانية:

تبدو مظاهر اهتمام القائمين بالاتصال في كلتا الوسيلتين بقضايا التنمية المحلية من خلال التطرق إلى أهم المعوقات التي تقف في طريق إنجاز المشاريع التنموية من خلال الرقابة عليها، ورفع انشغالات المواطنين للسلطات المحلية من أجل التكفل بها، واقتراح بعض القضايا التي : ي تشغل الرأي العام المحلي، والحضور لمختلف الأنشطة التي تقوم بها السلطات المحلية وهيئات المجتمع المدني

من أجل الوقوف على واقع المشاريع التنموية بالمنطقة، ومسابقة الجهات المعنية.

يعالج القائم بالاتصال القضايا التنموية المحلية بالاكتفاء بتقديم الأحداث بصحيفة النصر، وتوصيف

المشاكل وتحديد أبعادها ومحاولة تقديم الحلول للمشكلات التنموية بإذاعة ميلة المحلية.

تعتبر القضايا الاجتماعية من أولى الأولويات التي يهتم القائم بالاتصال بإبرازها في مادته الإعلامية

المحلية. يعاني القائم بالاتصال من بعض الضغوطات التي تعيق عمله في معالجة قضايا التنمية المحلية، وتتمثل أهمها في أخلاقيات المهنة في صحيفة النصر، وفي الضغوطات الاجتماعية وأخلاقيات المهنة لنظرائهم في إذاعة ميلة المحلية.