الشبكات الإلكترونية الإجتماعية وأثرها على تفاعل الطلبة الجزائريين

Abstract

شكل التطور المتسارع لتكنولوجيات الاتصال خاصة الجديدة منها والمرتبطة بشبكة الانترنت سمة العصر الحالي، الذي باتت تميزه السرعة والفورية فضلا عن سمة التفاعلية، ومثلت الشبكات الإلكترونية الاجتماعية ذروة هذا التطور لما تتميز به من خصائص وما تتوفر عليه من برامج وتطبيقات تواصلية سريعة وغير محدودة، فتحت المجال لأشكال جديدة للتواصل والتفاعل الاجتماعي غير معروفة من قبل.

إن هذا التطور الكبير نتج عنه انتشار واسع لاستخدام هذه الشبكات الإلكترونية الاجتماعية أو ما يعرف بمواقع التواصل الاجتماعي بين مختلف الأفراد والجماعات في المجتمع، ومن مختلف الفئات العمرية والشرائح الاجتماعية، فكسرت الحدود الزمانية والمكانية جاعلة من العالم قرية جد صغيرة، وهذا الاستخدام الواسع هو ما جعل لمواقع التواصل الاجتماعي تأثيرات متعددة سواء على

الفرد أو المجتمع.

وتهدف هذه الدراسة التي تبحث في موضوع: الشبكات الإلكترونية الاجتماعية وأثرها على تفاعل الطلبة الجامعيين الجزائريين إلى الكشف على الأثر الذي تتركه هذه المواقع الإلكترونية الاجتماعية على تفاعل الشباب خاصة منهم الطلبة الجامعيين باعتبارهم فئة شابة وحساسة وكذا فعالة في المجتمع الجزائري من خلال البحث في طبيعة استخدامهم لهذه المواقع الإلكترونية الاجتماعية، والحاجات التي تلبيها لهم، والدوافع التي تدفعهم للتواصل والاتصال وكذا التفاعل من خلالها مع الأصدقاء وزملاء الدراسة وكذا أفراد العائلة.

وتعد هذه الدراسة من الدراسات الاستطلاعية اعتمدت على المنهج الوصفي التحليلي، وعلى أسلوب المعاينة طبقت الدراسة الميدانية على عينة شبابية مثقفة في المجتمع الجزائري هي فئة الطلبة الجامعيين الجزائريين وكانت العينة حصصية أخذت من أربع جامعات بمدينة قسنطينة بالشرق الجزائري وهي: جامعة الإخوة منتوري استطيئة ،1، وجامعة عبد الحميد مهري قسنطينة 2 وجامعة صالح بوبنيدر قسنطينة 3 وجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، باستخدام أداة الاستبيان وزع على 400 طالباً وطالبة بمعدل 100 مفردة لكل جامعة، تضمن الاستبيان 63 سؤالا وقد استغرقت الدراسة الميدانية حوالي ستة أشهر ما بين توزيع واسترجاع الاستبيان، وتفريغ وتبويب البيانات والمعلومات الكترونيا باستخدام برنامج الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية

.SPSS

توصلنا من خلال تحليلنا للبيانات الميدانية المتحصل عليها من إجابات الطلبة الجامعيين الجزائريين وتفسيرها إلى جملة من النتائج يمكن إيجازها في أن أفراد العينة يستخدمون الشبكات الإلكترونية الاجتماعية ليس كوسيلة اتصال وتواصل فقط بل وسيلة تفاعل كذلك عن طريق ما توفره من خدمات وتطبيقات وما تتميز به من مميزات وخصائص، زادت في انتشارها واتساع رقعة استخدامها خاصة لدى فئة الشباب الجامعي، فبدأ يتحول نمط تفاعل الطلبة اجتماعياً مع أصدقائهم وأفراد أسرهم وزملائهم في الدراسة من نمط التفاعل الاجتماعي المباشر وجها لوجا وعن طريق العلاقات الحقيقية الواقعية والمباشرة إلى نمط التفاعل الاجتماعي الإلكتروني عن طريق بناء علاقات افتراضية في فضاء افتراضي معتمدين على تطبيقات تكنولوجية ورقمية عديدة سمحت لهم بالتواصل والحوار الإلكتروني فيما بينهم والتفاعل الدائم والمستمر مع أصدقاء أو زملاء الدراسة يعرفونهم من قبل، أو أصدقاء جدد تعرفوا عليهم عن طريق الشبكات الإلكترونية الاجتماعية، وهو ما أدى إلى تواجد الطالب الجامعي المستمر في عالم افتراضي هر وواسع يسوده التفاعل المستمر والتواصل الدائم من أي مكان وفي أي وقت ومع من يشاء.

ومن خلال النتائج أيضا توصلنا إلى أنه هناك تأثير للشبكات الإلكترونية الاجتماعية على التفاعل الاجتماعي للشباب بشكل عام، وعلى تفاعل الطلبة الجامعيين بشكل خاص، رغم أن هذه الفئة مازالت تتفاعل اجتماعياً في نمط العلاقات الاجتماعية الواقعية رغم درجة استخدامها لمواقع التواصل الاجتماعي، وإمكانية تفاعها اجتماعيا إلكترونيا داخل فضاء إلكترونياً، من خلال بناء نمط جديد هي العلاقات الاجتماعية هي العلاقات الافتراضية، ورغم هذا فالأمر يستدعي الدراسة والبحث أكثر في ظل استمرار تطور وانتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي داخل المجتمع وبين مختلف المستخدمين من أفراد ومجموعات في أوساط فئاته وشرائحه