المجتمع المدني خلال رئاسيات 2014 في الصحافة الجزائرية

Abstract

عرف المجتمع المدني في الجزائر ديناميكية منذ عام 1989 ، و هي السنة التي أقرت فيها الجزائر دستورا جديدا يعترف بحرية تشكيل التنظيمات سواء ذات طابع سياسي أو مهني أو اجتماعي . أنه يؤخذ على المجتمع المدني في الجزائر أن السلطة هي التي تقف وراء إنشائه و وراء تمويله ؛ ولذلك يلعب دور الداعم والمساند للسلطة و ليس لمراقبتها . و هكذا ، فإن أغلب الجمعيات التي ظهرت في الجزائر في عهد التعددية لم تكن تلقائية وإنما كانت بالإيعاز من السلطة السلطة أم منفذ الأجندتها و الإعلام الجزائري المكتوب المستقل عن السلطة ، بات يشكل أكثر من 90% من الحيز الإعلامي ، و هو الفضاء الذي يتمتع بهامش كبير من الحرية في ممارسة الرقابة ، و لذلك ، فإنه على الأحزاب السياسية في ممارسة الرقابة على الحكومات هدف هذه الدراسة هو تقصي الموضوع المجتمع المدني في الإعلام الجزائري المكتوب خلال رئاسيات 2014 التي نظمت في ظل الربيع العربي الذي برز فيه المجتمع المدني . و جرى

لتوظيفها ساعة الحاجة و تمحورت هذه الدراسة حول التساؤل الرئيسي الأتي : ما هي الأنشطة التي قام بها المجتمع المدني بحسب ما نقله الإعلام الجزائري المكتوب خلال رئاسيات 2014 و هل هو مستقل عن

يمكن الاعتماد عليه أكثر من غيره في رسم صورة للمجتمع المدني عدد الجمعيات المدنية التي تنشط في الساحة اليوم في الجزائر تعد بعشرات الآلاف و ما يدل على أن هذه الظاهرة تتطور في بلادنا ، و أن هناك رهان كبير على هذه التنظيمات أكثر من الرهان

تقصي الموضوع في بعديه تجليات المجتمع المدني وطبيعة نشاطه خلال الجملة الانتخابية لرئاسيات 2014 2 تحديد ما إن كان المجتمع المدني في هذه المرحلة ارتبط بأجندة سياسية معينة

انطلقت الدراسة من المسلمتين 1- أن النظام السياسي الذي يحكم الجزائر منذ الاستقلال ليس ديمقراطياً 2- أن المجتمع الجزائري لا يتسم بالروح الفردية و هو لا يزال تقليديا ، أي أن الأسرة و العشيرة القبيلة هي البنيات الأساسية التي تشكل الجماعات المرجعية للفرد. و المفهوم المحوري الذي دارت حوله الدراسة كان المجتمع المدني " الذي انتشر في الأدبيات

السياسية و الإعلامية العربية في السنوات الأخيرة و قد تمت بلورة هذا المفهوم مع إبراز علاقته الوثيقة بوسائل الاتصال الجماهيري ولاسيما الإعلام المكتوب" في الجزائر ؛ حيث أن كل منهما يساهم في نشر ثقافة المواطنة و الحركات 3 و لهذا الغرض اختيرت ثلاث يوميات جزائرية وهي الخبر و الشروق الوطن لتشكل مجالا للدراسة باعتبارها أهم اليوميات على المشهد الاعلامي الوطني. و كاداة للتحليل استخدم تحليل المضمون الموسع يجمع بين التحليل الكمي للبيانات التحليل الكيفي الذي يقترب من تحليل الخطاب و حرى ذلك كله تحت سقف نظرية الاعتراف و التي طورها اكسيل هوليت مطلع الألفية الثالثة التي حظيت باهتمام كبير في الغرب