Please use this identifier to cite or link to this item: http://localhost:8080/xmlui/handle/123456789/1563
Title: صورة الإعلام التلفزيوني الغربي بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 لدى الطالب الجزائري
Other Titles: دراسة ميدانية بجامعات الشرق الجزائري
Authors: رحماني, سمير
أجغيم, الطاهر
Keywords: الرأي العام
الصورة الذهنية
وسائل الإعلام
التلفزيون الغربي
الطالب الجزائري
Issue Date: 2014
Publisher: جامعة قسنطينة 3 صالح بوبنيدر، كلية علوم الإعلام والاتصال والسمعي البصري
Abstract: إن الاهتمام بدراسة الصورة الذهنية يعد بحد ذاته مجالا حديثا، اهتم بدراسته العلماء والباحثون وذلك نتيجة لعدة تراكمات كانت فيها الوسائل الإعلامية العامل الأساسي، وتأتي اهمية دراسة الصورة نظرا لما لها من تأثيرات جوهرية على الجهة المهتمة بالصورة، سواء كانت فردا أو منظمة، أو حتى دولة، وذلك على مستوى العلاقة بينها وبين الجماهير الخاصة بها فالصورة الطيبة تحقق لهذه الجهة مكاسب، ونقاطا إيجابية تسجل لها على مستوى جمهورها الذي تستهدفه في مجال التأثير، وفي ذات الوقت، فإن الصورة السلبية، أو السلوك السلبي الذي يسلكه الجمهور، تجاه هذه الجهة يعكس نمطا موجودا من الصورة الذهنية، وهو الذي يحتم على هذه الجهة بداية دراسة صورتها لدى الجمهور، ومعرفة كل حيثياتها، وجوانبها ومن ثمة وضع خطط واستراتيجيات قد تكون كفيلة بتحسين هذه الصورة، ذلك من أجل الحصول على السلوك المرغوب من طرف الجمهور نحوها، وهنا بطبيعة الحال يكون لوسائل الإعلام دور أساسي في ذلك ومن هنا يتحتم على الفرد أو المؤسسة، أو الدولة العمل على الدوام، من أجل معرفة صورتها الحقيقية لدى الجمهور، ويكون العمل على أساس تلك الصورة، في سبيل الحصول على السلوك المرغوب من طرف الجمهور، ومجالات الصورة هنا تتعدد، تبعا للجهة التي تتعلق بها فقد تكون شخصية سياسية، أو اجتماعية، أو فنية، أو زعامة دينية.... وقد تكون مؤسسة اقتصادية، أو سياسية أو اجتماعية.... وقد تكون خاصة بدولة، أو قومية، أو شعب، أو حتى ديانة ..... وعلى هذا الأساس تتعدد المجالات فيما بعد. وفي هذا الإطار لابد على الجهة المهتمة بالصورة، أن تأخذ بحسبانها مختلف العوامل والأسباب التي قد تتدخل في تغيير صورتها، وهنا نقصد المنافسة بالدرجة الأولى، حيث أن الجهة المنافسة تسعى دوما هي الأخرى، من أجل تحسين صورتها وتغيير صورة الجهة المنافسة بالاتجاه السلبي، وقد يكون هنا لعامل الأحداث الخاصة دور أساسي في تغيير الصورة، حيث أنه قد يكون الحدث عارضا، أو مخططا له بغض النظر عن النتيجة التي يحدثها.ويتركز اهتمام الدراسات الحديثة أساسا على المؤسسات الاقتصادية والشخصيات السياسية بالدرجة الأولى، إذ أن المؤسسة الاقتصادية تسعى لإيجاد مكانة مناسبة لمنتوجها في السوق، في حين تعمد الشخصية السياسية، من أجل تعزيز شعبيتها لدى الجماهير ويأتي الاهتمام بصورة الدولة أو الشعب، أو القومية، أو الثقافة، بدرجة أقل من الاهتمام من طرف العلماء والباحثين. وهنا تأتي دراستي هذه في إطار التدقيق العلمي حول قضية مهمة تعتبر من الظواهر الحديثة التي تحتاج إلى تفسير علمي، وموضوعي، حيث أن الإعلام التلفزيوني الغربي يعتبر بما يبثه من برامج ومواد إعلامية أداة أساسية في نشر الثقافة، وتعزيز القيم الغربية لدى كل العالم، فالإعلام التلفزيوني الغربي بما يتصف به من ميزات وجودة تقنية عالية، يسعى إلى تعزيز نموذجه القيمي لدى كل البشر، وهنا ظهرت مفرزات عدة لذلك، بدايتها سميت بالعولمة. ولاشك أن الجمهور الجزائري، كغيره من الجماهير في كل دول العالم، يتأثر بالقوالب الفنية والتقنية العالية، التي ينتجها الإعلام التلفزيوني الغربي، غير أن تأثيرات هذا الإعلام قد تكون مجرد تأثيرات شكلية ظاهرية، لا تؤدي إلى نتائج خطيرة، كما قد تكون عاملا، في تدمير القيم الاجتماعية والثقافية المحلية، لذلك حاولت دراستي تسليط الضوء على الصورة المبنية أو المصنوعة في عقول، وأذهان أفراد الجمهور الجزائري الذي أخذت الدراسة عينة منه تمثلت في الطلبة الجامعيين الذين يشكلون نسبة لا بأس بها من المجتمع الجزائري، وهي تتجاوز المليون وثلاث مئة ألف طالب، كما أن هذه الفئة تشكل جهة ذات مستوى من الوعي، الذي يمكنها من التمييز بين الغث والسمين إضافة إلى أن الطلبة والجامعة بصورة عامة، يفترض أن تكون القاطرة التي تحرك كل المجتمع، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، ينتمي الطلبة الجامعيون إلى فئة الشباب الذين يمتازون بسهولة التأثر خصوصا بالمظاهر. لذلك عملت البداية على تحديد الموضوع تحديدا دقيقا من خلال الإجراءات المنهجية السليمة وبعد ذلك حاولت الدراسة تقديم واقع علمي عام عن الدراسات الإعلامية عموما ودراسات الجمهور بصفة خاصة، وبعد ذلك كان الحديث عن موضوع الصورة الذهنية من حيث المفهوم والبناء والأنواع، وكذا الأدوار ، والوظائف، والآثار - ثم حاولت الدراسة تقديم قراءات علمية عن الإعلام التلفزيوني الغربي من ناحية الشكل والمضمون، خصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 والتي تم تسليط الضوء عليها كمنعرج تاریخی حاسم اثر بشكل أساسي على توجهات الإعلام التلفزيوني الغربي ببرامجه وبشتى وسائل بثه المحلية منها، والأجنبية، وكذا المواقع الإلكترونية، ومواقع البث الحي أما الشق التطبيقي من الدراسة فجاء لتأكيد الوقع الحقيقي الذي تعرفه صورة الإعلام التلفزيوني الغربي لدى الطلبة الجزائريين خصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث أن هذا الإعلام أصبح يروج لفكرة الإرهاب الإسلامي، من خلال الأفلام السينمائية، كما يروج للقيم الغربية، والانحلال الأخلاقي من خلال الأغاني المصورة، والبرامج الترفيهية، التي تلقى إقبالا كبيرا من طرف الطلبة الجزائريين الذين أصبحت الكثير من مظاهرهم السلوكية كاللباس، ونمط الحياة اليومية تحاكي نظيرتها الغربية التي يروج لها بمختلف الوسائل الإعلامية، وعلى رأسها الإعلام التلفزيوني والعينة جاءت معرفة مع بداية الشق التطبيقي من الدراسة والتي ينتمي أفرادها إلى جامعات الشرق الجزائري، والمتمثلة في جامعة قسنطينة (2) و (3) جامعة سطيف، جامعة باتنة وجامعة بسكرة، ويتوزعون بين جنسي الذكور والإناث، حيث أكدت الدراسة أن هؤلاء الطلبة يفضلون البرامج التلفزيونية الغربية خاصة منها الترفيهية نظرا لجودة الإخراج والجوانب التقنية وحتى جودة المضامين، ورغم وعي الطلبة الجامعيين بخطورة ما تبثه وتعرضه هذه البرامج والمواد الإعلامية على الهوية الثقافية والدينية والاجتماعية التي ينتمون إليها، إلا أنهم يقبلون على التعرض لها نظرا لغياب إعلام محلي قادر على المنافسة ومجابهة البرامج والمواد التلفزيونية الغربية، وبحساب صورة اتجاهات جمهور الطلبة الجزائريين نحو البرامج والقنوات الغربية من خلال التكرارات والنسب المئوية وكذا الوسط الحسابي المرجح والوزن النسبي، تبين أن الطلبة يميلون إلى الاتجاه المحايد إيجابيا نحو الإعلام التلفزيوني الغربي وهو ما أشارت إليه أيضا الأسئلة المفتوحة في الإستبيان أين ترك الخيار للمبحوثين للإجابة بحرية، عن تقييمهم للإعلام التلفزيوني الغربي، حيث توصلت الدراسة إلى أن هؤلاء يميلون إلى احترام هذا الإعلام، مع التحفظ فيما يتعلق بالآثار التي يمكن أن تترتب عن تعرضهم لهذه البرامج والقنوات. وفي النتيجة العامة للدراسة، من خلال البيانات التي تم جمعها ميدانيا، تبين أن الطلبة ينظرون إلى الإعلام التلفزيوني الغربي نظرة إيجابية وهو ما يعكس تأثرهم بالمضامين والقيم الغربية. ويؤشر على ذلك مختلف المظاهر السلوكية التي تبدو في الجامعات الجزائرية عند الطلبة.وبالتالي فما يمكن قوله عن صورة الإعلام التلفزيوني الغربي لدى الطلبة الجزائريين هي صورة إيجابية عموما، هذه الصورة تشمل الشكل أو الجوانب الفنية التقنية، كما تشمل المضامين والتي تمت الإشارة إلى معالمها من خلال الدراسات السابقة، وكذا من خلال الفصول التوثيقية أين تبين لنا، أن الإعلام التلفزيوني الغربي الأكثر مشاهدة لدى الطلبة المبحوثين، هو ما يتعلق ببرامج الترفيه والتسلية والتي تشمل الأغاني المصورة (المروجة أساسا للقيم الغربية، فيما يتعلق بعلاقة الرجل بالمرأة، وكذا بالانحلال الخلقي ومخاطر اللباس ...... كما تشمل الأفلام السينمائية والمروجة لقيم العولمة، ولصورة الغرب الإيجابية وصورة العربي والمسلم السلبية...) وتشمل أيضا الرياضة والأزياء، والأخبار.... وكلها تروج للقيم، والثقافة الغربية وتلقى قبولا وإقبالا لدى الطلبة الجزائريين، ما يشير بوضوح إلى نوعية الأفكار والقيم والمضامين التي تغرس في أذهان وعقول الطلبة ويؤشر عليها المظاهر السلوكية الملاحظة لدى الطلبة في الجامعات الجزائرية وكذا شعورهم بالإنزعاج تجاه انتمائهم، من خلال انتشار هذه الصورة في عقولهم، وأذهانهم ما يؤدي في وقت لا حق إلى سلوكات غير مقبولة إجتماعيا مثل "الحرقة" للهروب من الواقع المزري في الأذهان، وفي الميدان كمؤشر دال على هذه القضية. ويعكس ذلك أيضا أن الإعلام التلفزيوني الغربي، قد نجح إلى حد ما، في أداء مهامه ووظائفه الكامنة، أو المستترة، أو المخفية، فالظاهرة المتمثلة في تعريف الآخر، بالقيم الغربية فقط ، تعتبر أمرا سطحيا، مقارنة بالأدوار الكامنة، المتمثلة في صناعة الصورة الجيدة، التي تسمح بقبول كل مضامين وقيم الإعلام التلفزيوني الغربي، والتي أصبحت أكثر وضوحا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 في غياب المنافسة المحلية، الحقيقية، وكذا غياب الإرادة اللازمة لإيجاد الحلول الكفيلة بإيجاد واقع إعلامي جديد يصحح هذه النظرة، وبالتالي الصورة والآثار.
URI: http://localhost:8080/xmlui/handle/123456789/1563
Appears in Collections:Sciences de l'information de la communication et d'audio visuel / علوم الإعلام والإتصال والسمعي البصري

Files in This Item:
File Description SizeFormat 
سمير رحماني.pdf3.19 MBAdobe PDFView/Open


Items in DSpace are protected by copyright, with all rights reserved, unless otherwise indicated.