القيم الحضارية في الصحافة الجزائرية المكتوبة من خلال المقال الإفتتاحي

Abstract

- مشكلة البحث:

من المعروف أن كل المجتمعات تمتلك قيما وأيديولوجيات تتأرجح بين الثبات والتغير النسبي، فالقيم تشكل جانبا كبيرا من السلوك الإنساني للأفراد والجماعات،

وتعتبر الأساس للعديد من القرارات.

وعليه، فإن وسائل الإعلام - الصحافة - تسعى إلى استمالة وجذب البناء القيمي لدى أفراد المجتمع عبر ما تطرحه من مقالات وآراء، ولهذا كاد أفراد المجتمع أن يدركوا أهمية تطبيق القيم التي تحكم سلوكنا إيجابيا في جميع مجالات الحياة.

ومن هذا المنطلق جاء موضوع الدراسة الموسوم بـ: "القيم الحضارية في الصحافة الجزائرية المكتوبة من خلال المقال الافتتاحي". وتتمثل مشكلة الدراسة في

طرح التساؤل الرئيسي التالي:

- كيف عالجت الصحافة الجزائرية مقالاتها الافتتاحية القيم الحضارية

للمجتمع الجزائري؟

أراء ومواقف الإعلاميين كتاب الافتتاحيات) حول القيم الحضارية

- ما

هي

للمجتمع الجزائري ؟

هل هناك فورق جوهرية في معالجة وتقدير القيم الحضارية للمجتمع الجزائري بين كل من جريدتي الشروق اليومي والخبر الأسبوعي؟

- أهمية الدراسة:

تستمد الدراسة أهميتها من ثلاثة جوانب

1. تناولها لقضية جوهرية وهي القيم الحضارية التي تعد ركيزة أساسية لبناء

الإنسان خصوصا في الوقت الراهن.2 تناولها للصحافة الجزائرية المكتوبة باعتبارها وسيلة أثرت ومازالت تؤثر على

حياة المجتمع.

3. تناولها للمقال الافتتاحي، وهو نوع صحفي فكري متميز، تستخدمه الصحافة من

أجل التعبير عن مواقفها وآرائها إزاء الأحداث. والقضايا.

- حدود الدراسة:

1. حد موضوعي : ويتمثل في الصحف الآتية: الخبر الأسبوعي والشروق اليومي. 2. حد زمني تناول البحث تحليل الصحيفتين عينة الدراسة لمدة سنة كاملة وذلك

من أول شهر ماي 2009 إلى آخر شهر أفريل 2010، بواقع 48 مفردة.

- الإجراءات المنهجية للدراسة:

لما كانت مشكلة الدراسة هي التي تملي على الباحث استخدام منهج دون بقية المناهج، فإن الدراسة قد استخدمت المنهج الوصفي بالإضافة إلى منهج تحليل المضمون لعينة الصحف، ثم المنهج المقارن أثناء عملية ترتيب السلم القيمي للصحفيين.

- أهداف الدراسة:

تهدف الدراسة إلى:

1. التعرف على سلم القيم الحضارية في مضامين الصحافة الجزائرية المكتوبة من

خلال المقالات الافتتاحية

2 التحسيس بضرورة أن تحوي الصحافة المكتوبة القيم الحضارية وذلك لنهضة

المجتمع. 3 دراسة فن المقال الافتتاحي لجلب انتباه الدارسين والباحثين له. .4. تحليل محتوى افتتاحيات صحف العينة لمعرفة مدى تناولها للقيم الحضارية. الفصل الأول: الإطار العام للدراسة.

- مخطط الدراسة:

- الفصل الثاني: المقاربة النظرية للدراسة.- الفصل الثالث: الصحافة المكتوبة في الجزائر (النشأة والتطور). - الفصل الرابع: المقال الافتتاحي ودوره في الصحافة. - الفصل الخامس : الصحافة والقيم الحضارية.

الفصل السادس: القيم الحضارية في المقالات الافتتاحية في جريدتي الشروق

اليومي والخبر الأسبوعي.

وأخيرا نتائج الدراسة وتوصياتها ثم الخاتمة.

نتائج الدراسة:

توصلت الدراسة إلى:

1. إن الصحافة وسيط إعلامي له أهميته من بين وسائل الإعلام الأخرى وللصحافة تأثيرها على الجمهور باعتبارها أقدم الوسائل الإعلامية، ومازال الرجوع إليها من طرف القراء قائما، لذلك نجدها تسعى للتعبير عن قيم المجتمع واتجاهاته

وأفكاره.

2. إن المقال الافتتاحي فن من فنون الكتابة الصحفية المهمة، لأنه يعمل على مناقشة القضايا التي تهم القارئ على كل المستويات، لذلك فهو جزء هام من الصحيفة بما يقدمه من تفسير وتحليل وإبداء رأي الموضوعات المحلية والعالمية، وكذلك من خلال تثبيت القيم والمبادئ وتنمية القدرات الفكرية لمواجهة هذا العالم المتغير. 3. إن ظهور ما يسمى بالعولمة الثقافية أثر كبير على المجتمع، خصوصا إذا ما تزاوجت مع أفكار العولمة الإعلامية والكوكبية، والتي تدعو لتطبيق النظام الإعلامي الجديد الذي تنحسر بوجوبه الثقافات المحلية، لذلك حاولت الصحافة الجزائرية دعم القيم الحضارية للمجتمع، وحث أفراده على التحلي بها، لأن مواجهة هذا الأمر يتوقف على مدى نضال مجتمعاتنا للعولمة ومظاهرها.

.4. حاولت الصحافة الجزائرية من خلال افتتاحياتها، تقديم القيم الحضارية أحيانا بذكرها علنا أو ضمنا ، أو ذكر نقيضها للحث عليها وتكريسها.5. لا يتأثر القائمون بالاتصال بالقيم السائدة في المجتمع والدليل على ذلك مجيء القيم الجمالية والدينية في ذيل مصفوفة القيم.

أما القيم السياسية فقد جاءت في مقدمة القيم من حيث ترتيبها في الصحيفتين،

والحقيقة أنه لا يمكن تفعيل القيم السياسية والاجتماعية والاقتصادية دون القيم الدينية

والجمالية، وإن كنا قد وجدنا بعض المبررات لذلك، ذكرناها في الدراسة التحليلية. 6. جاءت قيمة الوطنية في مقدمة القيم الحضارية من حيث ترتيبها في الصحف، وقيمة التذوق الجمالي الأخيرة، وبين القيمة الأولى والأخيرة، وقعت 21 قيمة أخرى موزعة على أصناف القيم المذكورة آنفا، وكل قيمة حسب تكراراتها في افتتاحيات الصحف - عينة الدراسة - وترى الباحثة أن احتلال قيمة الوطنية للصدارة راجع للفترة الزمنية - حدود الدراسة - والتي شهدت حدثا أسال الكثير من الحبر في الصحافة الجزائرية المكتوبة، وهو الأزمة الجزائرية - المصرية أثناء مباريات التأهل لكأس العالم 2010، حيث شهدت تلك السنتين تراشقا إعلاميا مميزا خصوصا بالنسبة لصحيفة الشروق اليومي، وبعدها الخبر الأسبوعي، ومحتوى افتتاحيات الصحيفتين شاهد على

ذلك.

7. لقد ظهر من خلال التحليل الكمي والكيفي مدى تأثير العولمة على القيم الحضارية للمجتمع الجزائري، بأن تقدمت قيم على أخرى كتقدم القيم السياسية على

الدينية، بفارق كبير، مع غياب قيم كان الواجب تواجدها في الصحافة لأهميتها بالنسبة 8. قامت الباحثة بوضع سلم قيمي للقيم الحضارية التي رأت بأنها سائدة في للمجتمع. المجتمع، ولقد توصلت الدراسة إلى وجود هذه القيم لكن بتفاوت صعودا أو نزولا وغيابا؟ حسب التحليل الكيفي لعينة الدراسة، مما يدل على وجود شبه توافق ما بين السلم القيمي الذي يتبناه المجتمع مع السلم القيمي الذي تطرحه الصحافة.