الصراع الروسي الأمريكي في منطقة جنوب القوقاز بعد الحرب الباردة

Abstract

تهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على قضية برزت على مسرح الأحداث العالمي و أصبح لها حضورها في العقدين الأخيرين وهي الصراع الروسي الأمريكي في منطقة جنوب القوقاز, حيث بدأت الدراسة بمحاولة تقديم إطار مفاهيمي نظري عام لظاهرة الصراع الدولي ومن ثمة الانتقال به إلى دراسة الصراع الروسي الأمريكي بصفة خاصة مع إعطاءها بعدا للمقارنة عبر التاريخ, أي أثناء و بعد الحرب الباردة, وما نتج عن نهاية الحرب الباردة من تحولات مست النظام الدولي على المستوى البنيوي و القيمي. لقد كان من بين ابرز ما نتج عن تفكك الاتحاد السوفييتي بروز منطقة جنوب القوقاز المتكونة من أذربيجان, أرمينيا و جورجيا. و رافق هذا البروز تنامي الأهمية الإستراتيجية لهذه المنطقة من خلال الاستكشافات النفطية في حوض قزوين و محيطه مما زاد من الاهتمام الدولي بها, سواء على المستوى الإقليمي (روسيا, تركيا و إيران), أو الدولي ( الولايات المتحدة الأمريكية, الاتحاد الأوروبي و الصين), و ذلك من خلال التنافس على استغلال ثرواتها بما يخدم مصالح القوى الكبرى وفق أجندات محددة خاصة في مجال نقل الطاقة و اشتعال حرب خطوط الأنابيب. إن ما يعطي منطقة جنوب القوقاز أهميتها الإستراتيجية هو التنافس بين كل من روسيا و الولايات المتحدة الأمريكية على مناطق النفوذ هناك بصفتهما لاعبين أساسيين فيما أطلق عليه اللعبة الكبرى الثانية في جنوب القوقاز. أين اتسم هذا التنافس بصفة التصارع الذي ازدادت حدته مع تزايد أهمية المنطقة جيوستراتيجيا خاصة بعد العودة الروسية إلى الساحة السياسية العالمية ووقوفها في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية من خلال استثمار انتصارها في حربها ضد جورجيا عام 2008.