مقاربة الأمن البيئي كمدخل لفهم وتفسير النزاعات البيئية

Abstract

لقد أعطت هذه الدراسة بعنوان "مقاربة الأمن البيئي كمدخل لفهم وتفسير النزاعات البيئية" مجالا بحثيا من أجل إعطاء نظرة تفسيرية ونقدية حول البحوث والنقاشات التي عملت على توسيع مفهوم الأمن لاحتواء التهديدات غير العسكرية، والنظر في الرابط بين مفهومه ومجالاته وبين العوامل البيئية، وذلك من خلال إطار نظري يعمل على شرح وتفسير النقاط الرئيسية للتقارب والخلاف الفكري؛ مع توضيح مخرجاته الرئيسية، وتحديد افتراضاته ووجهات النظر المتعلقة به. في الجزء الأول من هذه الدراسة، أعطى إطارا معرفيا لشرح وتفسير الظاهرة الأمنية، من خلال نقاش نظري مفاهيمي، يشرح مفهوم الظاهرة بدءً من تبيان التصورات الأولى للأمن، إلى الأمن الموسع والمعمق، في شكل الأمن الإنساني ومسارات الأمننة. أما الجزء الثاني، حول النقاشات النظرية للأمن البيئي، وكيف تم إدراجه ضمن نظرية العلاقات الدولية، فأتى من أجل شرح مختلف النظريات والمقتربات التي تناولت بالدراسة موضوع الأمن البيئي، من خلال التطرق إلى الجانب الايتيمولوجي للبيئة-كمهموم علمي مسيّس-، من جهة، والنظريات المفسرة والناقدة لظاهرة الأمن البيئي من جهة ثانية. ويمكن القول أن هذا الجزء من البحث يمثل جوهر الدراسة، من خلال التركيز على الرابط بين البيئة وحقل أو ظاهرة الأمن. الجزء الثالث حول إبراز تهديدات ومخاطر الأمن البيئي، ركز على نقطتين أساسيتين: الطابع الـ"البيئي /الطبيعي" للمخاطر الجديدة، وكيف يمكنها أن تهدد الأمن. أما بالنسبة للجزء الأخير، فتناول بالبحث العلاقة بين البيئة والنزاع، في محاولة لتحديد الروابط السببية بين المتغيرات البيئية –مثل التدهور البيئي، التغير المناخي، والندرة البيئية – والنزاع، من خلال النظر في مجموعة الافتراضات والحجج المؤيدة لهذا الربط، ثم الانتقادات الرافضة لوجود علاقة بينهما، أولا، ثم تعريف النزاعات البيئية وشرح المقاربات التي عملت على تفسير النزاعات البيئية. لقد حاولنا من خلال هذا البحث تبيان العلاقة المحتملة و"الحرجة" بين التدهور البيئي وأمن الإنسان/ المجتمعات/ الدول، في عالم من المخاطر والانجراحية، أصبحت فيه العوامل البيئية المهدد الأول لحياة الرفاه والاستمرارية. وكنتيجة لهذا البحث، توصلنا إلى أنه من الضروري تضمين التهديدات/النزاعات البيئية بشكل أكثر عمقا واتساعا في نظرية العلاقات الدولية والدراسات الأمنية، من أجل البحث حصر تدفق هذه التهديدات، وتطوير ميكانيزمات بناء السلم البيئي، عن طريق التبادل والتعاون.