النقد الفني البصري في مجال الصورة

Abstract

يشكل الفن عموما السجل التاريخي لماضي وحاضر الأمم,لأنه رافق الإنسان في جميع محطات حياته.وبما أن الفن تطوّر بتطوّر وسائله،فقد أصبحت الصورة تمثل اليوم إحدى الوسائل التعبيرية الأكثر تداولا في الفنون البصرية,الأمر الذي دفع النقاد و علماء الجمال و الباحثين في كل المجالات الفنية و الثقافية إلى زيادة الإهتمام بالصورة البصرية لفهم محتواها وتحليل مختلف المدلولات التي تتضمنها. و لعل المذهب أو التيار الفني المعاصر المعروف باسم "ما بعد الحداثة" - الذي أثّر في الساحة الفنية خاصة بعد الحربين العالميين في القرن الماضي- يعد أهم المذاهب الفنية التي تبنّت هذه الوسيلة أو الخامة الفنية الجديدة،أي الصورة البصرية،فقد استخدمها في لغته التعبيرية و ممارساته الفنية،بل وجعلها أكثر من ذلك إحدى الوسائل النقدية المهمة في نقد المجتمعات المعاصرة التي يغلب عليها الطابع الإستهلاكي. و في هذا السياق جاءت دراستنا البحثية الموسومة بــ "النقد الفني البصري في مجال الصورة فن البوب آرت أنموذجا" لتساهم في إبراز النزعة النقدية لدى فناني البوب آرت من خلال تحليل بعض أعمالهم الفنية التي وجهوها لمعالجة قضايا من صلب الثقافة الشعبية الإستهلاكية بالإعتماد على الصورة البصرية. وتستمد هذه الدراسة أهميتها،أولا،من خلال بيان أهمية الممارسة النقدية للفنان جنبا إلى جنب مع الممارسة التشكيلية أو الفنية،وثانيا،من خلال بيان دور تأثير الخامات الجديدة،و على رأسها الصورة البصرية،لا في التعبير و إنتاج الأعمال الفنية فقط،بل و في إدراك ثقافة المجتمعات الإستهلاكية و سلوكيات أفرادها،و ثالثا،لإثراء المكتبة العربية في مجال الأبحاث الفنية و الدراسات الثقافية. ولتحقيق الهدف البحثي من الدراسة إعتمدنا على المنهج الوصفي التحليلي. هذا ، ومن أبرز النتائج المتوصل إليها في هذه الدراسة ما يأتي: - أن جوهر الممارسة الفنية لدى فناني البوب آرت يرتبط أولا و بالأساس بالعملية النقدية التي يحاول من خلالها – الناقد - وصف وتحليل وتفسير النتاج الفني الذي يتضمن،من جهة العديد من الأبعاد الفكرية المرتبطة بالخلفية التاريخية للفنان,ويتضمن من جهة أخرى البيئة الثقافية الحاضنة له سواء في عملية نقدها أو إبرازها بصورة مثالية. - أن الصورة ومضمونها شكلا تحولا مهما في النقد الفني،فقد تحولت الصورة إلى وسيلة نقدية للأوضاع التي عرفها المجتمع الإستهلاكي الأمريكي في القرن الماضي.