المجالات المعمارية المستقبلة للأطفال من سن 3 أشهر إلى 6 سنوات (دور الحضانة ورياض الأطفال) في المدينة وأثرها على الطفولة الصغيرة

Abstract

يَــــمُــــرُّ الطفل خلال مرحلة الطفولة بمراحل عديدة؛ حيث يكتسب في كلِّ مرحلة خبرات وعاداتٍ معيَّنة تساهم في بناء شخصيته وقدراته وصياغة شكل مستقبله. ومن أهمها مرحلة الطفولة المبكرة التي تؤثر بشكل كبير في صحته الجسدية والنفسية والعاطفية. وبما أن نوعية البيئة التي يعيش فيها الطفل من أكثر العوامل المساهمة في نموه وتنشئته، فإن رياض الأطفال تلعب دورا مهما في مرحلة الطفولة المبكرة وذلك لاعتبارات اجتماعية ونفسية وتربوية. مما يجعلنا نتساءل كباحثين معماريين عن مدى استجابة واقع تصميم وتجهيزات فضاءات رياض الأطفال وتأطيرها في المدن الجزائرية لحاجات ومتطلبات نمو طفل ما قبل المدرسة وتنمية قدراته؟ وتكمن أهمية بحثنا في أهمية هذه المرحلة الحساسة من مراحل الطفولة لما لها من الأثر البالغ في حياة الطفل وفي مستقبله، ونهدف من خلاله معرفة أثر هذه الفضاءات وانعكاساتها على الطفل بجوانبه المتعددة. لقد اعتمدنا المنهج الميداني (الوصفي) في بحثنا باستقصاء واقع هذه الفضاءات المعمارية باستخدام التقنيات التالية: الملاحظة الميدانية لفضاءات رياض الأطفال وتفاعل كل الفاعلين فيها من أطفال ومربيات وطاقم إداري، استبيان موجه لمربيات وآخر لأولياء أطفال الروضات، مقابلة بحث للمديرات وأخرى للوصي على رياض الأطفال، وكانت عينة الدراسة 15 روضة أطفال ممثلة لمجتمع البحث حسب المعاينة العنقودية في مدينة باتنة حالة الدراسة. وقد خلصت دراستنا إلى أن رياض الأطفال، في مدينة باتنة بكل مكوناتها وفي معظمها، لا تتوفر على الشروط والمواصفات المعمارية، الوظيفية، الجمالية والبيئية المناسبة التي تستجيب لحاجات الطفل ومتطلبات نموه في هذه المرحلة الحساسة من حياته بمختلف أبعاده، وتؤثر سلبا على نموه وتنشئته وتنمية قدراته، مما يصعب علينا التحكم في آثــارهــا السلبية التي تنعكس على الطفل والأسرة بصفة خاصة والمجتمع عامة، ونتائج الدراسة نوجزها فيما يلي: • مواقع رياض الأطفال في المدينة غير مناسبة نظرا للعزلة أو لمحاذاتها لطريق كثير الحركة والضجيج والتلوث. • عدم اعتماد التصميم المعماري المتخصص المناسب للفضاءات المستقبلة لأطفال ما قبل المدرسة وحاجاتهم ومتطلبات النمو لديهم وانعدام الفضاءات الخارجية في أغلبها كحديقة اللعب والجري والتسلق. • الاكتظاظ لعدم احترام معيار المساحة اللازمة لكل طفل في الروضة لأداء الأنشطة المختلفة بكل أريحية. • نقص لبعض الفضاءات المتخصصة في معظم رياض الأطفال والمُهمة بالنسبة للطفل كفضاءات اللعب والرسم والمسرح وركن البيئة. • عدم إعطاء الاهمية للتصميم الداخلي لفضاءات رياض الأطفال من حيث تشكيلها وتناسق ألوانها ونوعية مادة تغطيتها ودورها التربوي ونقص إضاءتها وتهويتها من أجل صحة وراحة الطفل وسلامته. • عدم استجابة تأثيث وتجهيزات رياض الأطفال لمعايير النوعية والسلامة ولمقاس وسن الطفل. • استخدام طاقم تربوي غير مؤهل للتعامل مع طفل الروضة وهو في هذه المرحلة الأساسية والحساسة من حياته.