رهانات الإستراتيجية الإتصالية عبر الويب للمؤسسة الجزائرية

Abstract

تهدف هذه الدراسة إلى رصد مدى مراهنة المؤسسات الجزائرية -ممثلة بمؤسسة كوندور محل الدراسة- على الاتصال عن طريق الويب في اعداد استراتيجيات اتصالية لتحقيق غايات معرفية، عاطفية وسلوكية، كما تهدف إلى الكشف عن نظرة المؤسسات الجزائرية إلى الويب الاجتماعي كوسيلة تمنح لها انفتاحا على محيطها وتفاعلا مع جماهيرها لبناء علاقات اجتماعية يتخللها البعد العاطفي، وتسعى هذه الدراسة أيضا لرصد مدى إيمان مؤسسة كوندور بالاستثمار عن طريق الاتصال عبر الويب، وإبراز التوجه العام للمؤسسة وأهدافها من وراء التواجد على هذه الشبكة التفاعلية خاصة بعدما صار الويب الاجتماعي قبلة للأفراد لتحقيق إشباعات نفسية، اجتماعية، ثقافية واقتصادية. ولقد استندت هذه الدراسة على نظرية الأنساق العامة كإطار نظري للدراسة كون أن المؤسسات المفتوحة صارت تستغل الويب لتنفتح على محيطها وتتفاعل مع جماهيرها ولتكون حاضرة لديهم وأقرب لهم عبر الوسائل التي يتواجدون عليها. وتندرج هذه الدراسة ضمن الدراسات الوصفية التحليلية، وجاءت أساسا لتحليل نشاط مؤسسة كوندور عن طريق الويب بصفة عامة، وتم الاعتماد فيها على تقنية تحليل الويب من خلال تقديم احصاءات شاملة عن حركة بيانات مؤسسة كوندور على الويب، وتحليل لموقعها الإلكتروني من خلال المسح الشامل لجميع الصفحات بتعداد 331 صفحة، وكذا تحليل لصفحتها على الفايسبوك للإلكترونيات بمجموع 41 منشور، نشرت في مدة 21 يوم في الفترة الزمنية الممتدة بين شهر جانفي إلى مطلع شهر جوان. ولقد توصلت الدراسة إلى أن مؤسسة كوندور تراهن على الويب وتجعله من بين أولوياتها الاتصالية وبرز هذا من خلال الحضور الكبير على مختلف المنصات التي يتواجد عليها جمهورها المستهدف، ولقد تصدر موقع الويب هذه الوسائل إذ يحوز على حركة بيانات كبيرة وعدد زيارات معتبرة، ثم يليه الفايسبوك ويظهر هذا الاهتمام من خلال النشر الكبير في المعلومات والتفاعل الملحوظ مع الجمهور على هذه المنصة. تصدرت المواضيع التجارية موقع الويب نظرا لتوجه مؤسسة كوندور إلى خلق موقع واجهة بالدرجة الأولى وأساسها التسويق والترويج للمنتجات، وفي درجة ثانية التوجه صوب المواضيع المؤسساتية والتي تخدم البعد العاطفي لتحسين صورة المؤسسة وتأكيد هويتها وللتأثير على الاتجاهات. سعت مؤسسة كوندور كذلك إلى الموازنة بين مختلف رهاناتها الاتصالية لتحقيق غايات معرفية وعاطفية وسلوكية، حسب مع يقتضيه نوع النشاط وموضوع النشر وحسب الغايات المنشودة، ومع هذا فقد كان الميل إلى الرهان العاطفي واضحا من خلال بناء علاقات اجتماعية مع الجمهور والسعي للدخول في تفاعلات معهم حسب ما تقتضيه طبيع الاتصال على الويب الاجتماعي. وبالرغم من اهتمام مؤسسة كوندور للتواجد عبر الويب إلا أنها أهملت عناصر مهمة لتفعيل الاتصال عن طريق الويب، وأغفلت العديد من الخدمات التقنية والمعرفية والتي تعطيها انفتاحا ومرئية وتفاعلا مع الجمهور، إضافة إلى النقص الكبير في الاستثمار المادي على الويب والذي أثر بطريقة سلبية على نوعية التفاعل وقلل من العائدات المرغوبة على مختلف حساباتها على منصات الويب.