استخدامات وإشباعات النخب لتكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة في الجزائر

Abstract

تكمن أهمية هذه الدراسة المعنونة ب استخدامات وإشباعات النخب لتكنولوجيات الاعلام والاتصال الحديثة في الجزائر في أهمية الثانية التي تعالجها النخب الجزائرية على اعتبارها فاعلا ومؤثرا في المجتمع، وتكنولوجيات الاعلام والاتصال الحديثة كونها السمة البارزة للعصر الحالي عصر المعلوماتية وتكنولوجيا الاتصال"، مما جعل من هذه الثنائية موضوعا بحثيا يستحق الدراسة والتحليل خصوصا مع التطورات العميقة والسريعة التي طبعت ومازالت المنظومة الاعلامية والاتصالية والمجتمعية ككل إضافة إلى أن الأبحاث والدراسات في هذا المجال لم تحظ بعد باهتمام بحثي كبير وخاصة النخب كفتة تبدو قليلة التناول في الدراسات السابقة.

وللبحث في هذا الموضوع الذي يعتبر متشعب المجالات والميادين خاصة في جزئية تكنولوجيات الاعلام والاتصال الحديثة خصصت الباحثة كلا من تكنولوجيات الحاسوب الهواتف الذكية والألواح الإلكترونية كتكنولوجيات أساسية للدراسة وانطلاقا من آلية الاستخدام التقني وصولا إلى الاجتماعي والتعمق أكثر في الموضوع اهتمت الباحثة في إشكاليتها بطرح تساؤل رئيسي مفاده :كيف تستخدم النخب الجزائرية عينة الدراسة تكنولوجيات الاعلام والاتصال الحديثة الحاسوب الهاتف الذكي، الألواح الالكترونية وما هي الإشباعات المتحققة؟

وللإجابة على هذا التساؤل اقترحت الباحثة مجموعة من التساؤلات الفرعية جاءت على النحو

الآتي:

- ماهي عادات وأنماط استخدام النخب الجزائرية عينة الدراسة لتكنولوجيات الإعلام والاتصال ماهي الإشباعات التي تحققها النخب الجزائرية عينة الدراسة من استخدامها لتكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة؟ - ما مظاهر توظيف النخب الجزائرية عينة الدراسة لهذه التكنولوجيات في المجال المهني

الحديثة؟

ماهی دوافع وحاجات استخدام النخب الجزائرية عينة الدراسة لتكنولوجيات الإعلام والاتصال

الحديثة؟

والتواصلي؟ - ما هي التمثلات التصورات أو الرؤى المختلفة التي تحملها النخب الجزائرية عينة الدراسة نحو تكنولوجيات الإعلام والاتصال الحديثة وكيف ترى لعلاقتها مع المؤسسات الاجتماعية المختلفة؟ وماهي تصوراتها لمستقبل استخدام النخب لهذه التكنولوجيات؟ هل توجد علاقة ذات دلالة إحصائية من عدمها بين استخدام تكنولوجيات الإعلام والاتصال

الحديثة وبين السمات الشخصية للمبحوثين الجنس السن المستوى التعليمي، المجال التخيري)؟ ولقد هدفت الباحثة إضافة إلى الاجابة على هذه التساؤلات إلى رصد مدى استمرارية نجاعة تطبيق نظرية الاستخدامات والإشباعات - كمدخل نظري تفسيري لهذه الدراسة - وقدرتها على مواكبة

التطورات التكنولوجية.

وبغية الاجابة على التساؤلات ورصدا للأهداف المسطرة، اعتمدت الباحثة على كل من مدخل الاستخدامات والإشباعات كمدخل رئيسي للدراسة، إضافة إلى انتشار المبتكرات كمدخل مساعد لفهم طبيعة هذه التكنولوجيات، وبما أن هذه الدراسة هدفت إلى وصف كيفية استخدام النخب الجزائرية عينة الدراسة لتكنولوجيات الاعلام والاتصال الحديثة، ومدى تفاعلها معها اجتماعيا ووظيفيا، فإنها تندرج ضمن البحوث الوصفية التي يعتبر منهج المسح أحد المناهج الملائمة والمساعدة على توصيف الظاهرة محل الدراسة، وعليه فقد لجأت الباحثة إلى اختيار منهج المسح بالعينة وتحديدا العينة القصدية التي استهدفت 400 مفردة من النخب الجزائرية عينة الدراسة موزعة بين النخب الأكاديمية السياسية، الإعلامية

والدينية.

وللتواصل مع هذه العينة ويهدف جمع البيانات المساعدة على الاجابة على التساؤلات المطروحة استندت الباحثة إلى استمارة الاستبيان كأداة أساسية ضمت تسعة وعشرين (29) سؤالا موزعة على خمسة محاور، وبعد استكمال إجراءات الصدق والثبات على استمارة الاستبيان تم توزيعها على عينة الدراسة أين تم استرجاع 382 استمارة صالحة للتحليل الاحصائي الذي اعتمدت فيه الباحثة على النسخة الثانية والعشرين (22) من برنامج الحزمة الاحصائية للعلوم الاجتماعية (22) Spss)، إضافة إلى برنامج (2007 Microsoft Office Excel)، وبعد عملية تفريغ البيانات وتحليلها تم التوصل إلى مجموعة من النتائج يمكن ايجاز أهمها فيمايلي: تنوعت الخدمات والتطبيقات التي تبحث عنها النخب الجزائرية من خلال استخدامها لتكنولوجيات الاعلام والاتصال الحديثة موجابت كل من شبكات التواصل الاجتماعي المواقع الالكترونية، الصحافة الالكترونية وخدمات التحميل في المراتب الأولى - تستخدم أغلب النخب الجزائرية في أوقات نشاطها خدمة البريد الالكتروني متبوعة بأحد حساباتها عبر واحد أو أكثر من مواقع التواصل الاجتماعي. - تتفاعل النخب الجزائرية بأشكال مختلفة مع خدمات وتطبيقات تكنولوجيات الاعلام والاتصال الحديثة ومن أهم مظاهر التفاعل سجلت الباحثة أن أغلب عينة الدراسة تشارك عبر هذه الخدمات بالمواضيع التي تدخل في نطاق العمل والاهتمامات. تقوع دوافع النخب الجزائرية عينة الدراسة من عملية استخدامها لتكنولوجيات الاعلام والاتصال الحديثة، وكانت أهم نتيجة في سؤال الدوافع هي مجيء الدوافع النفعية في المرتبة الأولى وبنسبة متقدمة مقارنة بالدوافع الطقوسية التي احتلت أغلب عباراتها مراتب متأخرة في تصنيف واختيارات النخب الجزائرية، وهو الأمر الذي تناسب مع خصائص وطبيعة النخب الجزائرية والمراكز التي تشغلها يحتم عليها الاهتمام بجديد الأخبار وتطورات القضايا والمواضيع وهذا ما جعل الدوافع المعرفية تتصدر قائمة الدوافع. - سجلت النخب الجزائرية حدا معقولا من الرضا إزاء الخدمات والتطبيقات التي تتيحها تكنولوجيات الاعلام والاتصال الحديثة، ولقد تنوعت الإشباعات المحققة رصدتها الباحثة . جاءت الإشباعات العملية في قائمة الإتباعات المحققة مقارنة بإشباعات المحتوى التي . تصدرت الإشباعات التوجيهية والاجتماعية قائمة الإشباعات المحققة مقارنة بالإشباعات شبه نتائج سؤال الدوافع.

تذيلت مراتب الاشباع

التوجيهية وشبه الاجتماعية.

. تصدرت الإشباعات التوجيهية قائمة الإشباعات المحققة لعينة الدراسة من استخدامها التكنولوجيات الاعلام والاتصال وهذا ما جعل نتائج سؤال الإشباعات تتوافق وتنسجم مع

استفادت النخب الجزائرية من الخدمات والتطبيقات المختلفة والتي أتاحتها تكنولوجيات الاعلام والاتصال الحديثة في مجالها العملي الاجتماعي والتواصلي حيث سجلت الباحثة عديد

المؤشرات الايجابية في هذا السياق. حوالي نصف عينة الدراسة تطالع جديد التطورات الحاصلة في مجال التكنولوجيات من خلال ترى أكثر من نصف عينة الدراسة أن النخب الجزائرية التي لا تستخدم تكنولوجيات الاعلام والاتصال الحديثة هي نخب منعزلة عن مجتمعها ولا يمكنها مواكبة التطورات التكنولوجية. ترى أغلبية عينة الدراسة أن استخدام تكنولوجيات الاعلام والاتصال الحديثة سيسمح ببروز نخب جديدة، وأن هذه النخب الجديدة تأت في سياق التحرر من سطوة مؤسسات الاعلام التقليدي بأهميتها. - سجلت الباحثة أيضا من خلال اجرائها لهذه الدراسة أن الجزائر مازالت بعيدة عن التصنيفات العالمية في مجال تكنولوجيات الاعلام والاتصال على الرغم من الاستراتيجيات المختلفة والتي تم تبنيها خلال السنوات القليلة الماضية، وأن تجربة الاستثمار والانفتاح على القطاع الخاص ارتقت بالجزائر خاصة في مجال تكنولوجيات الهاتف النقال والانترنت المحمولة - خلصت الباحثة أيضا إلى أن النخب الجزائرية مازالت علاقتها بالفضاءات الجديدة للإعلام والاتصال في طور التشكل وأنه يعول على هذه الفضاءات مستقبلا لتكون بوابة جديدة للتموقع والاستقطاب وحتى بروز نخب جديدة كما صرحت عينة الدراسة.

الحصول عليها ساعة توفرها. - أغلب عينة الدراسة ترى أن حسابها أو صفحتها الرسمية عبر واحد أو أكثر من شبكات التواصل الاجتماعي التطبيق التكنولوجي الأكثر فعالية في نشاطها وفي تواصلها مع جمهورها ثم المواقع الالكترونية الرسمية للجهات التي تنتمي العينة إليها.

- أغلبية عينة الدراسة متقاتلة بمستقبل استخدام النخب الجزائرية لتكنولوجيات الاعلام والاتصال، والتي ستسمح بظهور قادة وفاعلين جدد شرط تحسين محتواها وزيادة الوعي