أثر إستخدام الأنترنيت على القيم لدى الطلبة الجامعيين الجزائريين

Abstract

يعتبر الطلبة فئة مميزة في أي مجتمع، بل هم أكثر فئات المجتمع حركة ونشاطا وابتكاراً ومصدراً من مصادر التغيير الاجتماعي والثقافي والسياسي، كما تتصف هذه الفئة الاجتماعية بالإنتاج والعطاء والإبداع في كافة المجالات، وهذا بحكم أنهم يتواجدون في الجامعات بأعداد هائلة لتحصيل العلم والمعرفة و تنمية وتطوير الخبرات التي تؤهلهم للنهوض بمسؤوليات بناء المجتمع في المستقبل كما تعد القيم الضابط والمعيار الأساسي للسلوك الفردي والاجتماعي لهؤلاء الطلبة، ولا يمكن تحديد أهدافهم إلا عن طريق القيم، الأمر الذي يؤكد الحاجة إلى أهمية القيم وتنميتها لدى الطلبة. خاصة وأن هذه القيم أصبحت تواجه في الآونة الأخيرة تحديات متنوعة متمثلة أساسا في ثورة المعلومات والانترنيت، في مقابل تراجع الأسرة ومؤسسات التنشئة الاجتماعية الأخرى عن أداء دورها كما ينبغي، الأمر الذي أدى إلى اهتزاز بعض القيم واضطراب المعايير الاجتماعية والأخلاقية التي تحكمها (قيمة الاحتشام مثلاً)، وعملت كذلك على تنمية البعض الآخر( قيمة الحرية مثلاً)، كما يعد الطلبة من أكثر الفئات الاجتماعية إقبالاً على هذه الوسيلة سواءً من أجل البحث العلمي وتحصيل المعرفة أو توظيفها من أجل التفاعل الاجتماعي عن طريق ربط صداقات اجتماعية مختلفة، الأمر الذي ينطوي عليه الكثير من الآثار سواءً على المستوى الفردي أو الجماعي، وهذا ما دفعنا في هذه الدراسة إلى البحث عن أثر استخدام الانترنيت على القيم لدى الطلبة الجامعيين ممثلين في طلبة جامعة المسلية، واستخدم الباحث المنهج الوصفي معتمداً بالأساس على تصميم استمارة الاستبيان من أجل جمع المعلومات والحقائق المرتبطة بالدراسة وهذا بالإضافة إلى أداتّي الملاحظة والمقابلة. وخلصت الدراسة إلى عدة نتائج أبرزها انتشار استخدام الانترنيت بين الطلبة الجامعيين، وأن الانترنيت بمستوياتها الاتصالية المختلفة أصبحت تشكل مصدراً من مصادر حصولهم على المعلومات والأخبار، ومصدراً من مصادر التفاعل الاجتماعي، كما توظف بمستوى أقل في البحث العلمي والتحصيل الدراسي، وهذا ما أنعكس على منظومة القيم، لكن لم تؤثر عليها سلباً وإنما أكدت الدراسة على مقدرتها(أي الانترنيت) على الارتباط بالقيم محل الدراسة إذا كانت محتويات الاستخدام ايجابية، وسلبية إذا كانت أنماط التعرض سلبية، لكنها أثرت على إعادة ترتيبها للقيم لديهم تبعا لأفضليتها ومستوى أهميتها في الوقت الراهن، أي بما يتوافق مع ثقافة العصر(إعادة صياغة النسق القيّمي الخاص بالشباب بصفة عامة والطلبة بصفة خاصة).