المشاهد الجزائري والإشهار التلفزيوني في الفضائيات العربية

Abstract

ان الوضع المتسم بكثرة الإعلانات واللوعها، وغرق السوق بالكثير من المنتجات، وتزايد وتيرة المنافسة بين المؤسسات الاقتصادية، وعزوف المشاهد عن متابعة الإعلان في كل وسائل الإعلام، دفع بكبار المعلنين في العالم إلى التفكير في محاولة الخروج من الطرق التقليدية في تقديم الإعلانات وخلق نوع جديد منها يكون باستطاعته جذب الانتباه ومضاعفة فرص حفظ المعلومات في ذاكرة المتلقي. وهذا بابتكار نوع من البرامج يدر الكثير من الأرباح ويستقطب أعدادا هائلة من المشاهدين في كافة أنحاء العالم والتي صارت تعرف بالبرامج الواقعية. وقد هدفت هذه الدراسة إلى محاولة التعرف على البرامج الواقعية التي تقدمها الفضائيات العربية للمشاهد الجزائري، وتحديدا لفئة الشباب من حيث موضوعاتها والقيم السائدة فيها، ليس فقط باعتبارها نمطاً تلفزيونياً جديداً يُضاف إلى الأنماط التلفزيونية التقليدية المعروفة من أفلام وحصص ومسلسلات فحسب، بل أيضا لكونها تشكل نماذج جديدة للإعلان في التلفزيون. كما يسعى هذا البحث للوقوف على حجم تعرض عينة من الشباب الجزائريين الذين يدرسون في المرحلة الثانوية لبرامج الواقع، وعلاقة هذا التعرض بعاداتهم الاستهلاكية وتأثيراته المحتملة على ثقافتهم ونمط وأسلوب حياتهم. وقد صممت لهذا الغرض استمارة استبيان لتستخدم كأداة لجمع البيانات اللازمة لإتمام البحث وكذا استمارة تحليل محتوى التحليل المضامين التي تقدمها البرامج الواقعية وأشكال الإعلانات السائدة فيها وبرنامج ستار أكاديمي عينة منها حيث تم تحليل عينة من الحفلات الأسبوعية والملخصات اليومية، وقد أظهرت نتائج

البحث ما يلي:

. يهتم الشباب الثانويون في الجزائر بمتابعة البرامج الواقعية بشكل كبير إذ تبين أن نسبة كبيرة من المبحوثين فاقت الـ 57% تهتم كثيرا بمتابعة البرامج الواقعية في الفضائيات العربية. . تعمل البرامج الواقعية على خلق أنماط استهلاكية جديدة لدى الشباب تقليدًا لنجوم البرامج الواقعية ومحاكاة لهم.. تعمل البرامج الواقعية في الفضائيات العربية على نشر قيم العولمة الثقافية، وأنموذجها من خلال

التأثير في شكل اللباس والشعر وطريقة التعبير عن النفس والمشاعر.

. استطاع تلفزيون الواقع تجاوز عدم قدرة المتلقي على الاحتفاظ بالمعلومات المتضمنة في

الإعلانات لارتباطها بأشخاص واقعيين يستخدمونها كلملاج حقيقية غير أنه لم يكن له تأثير على

خلق الإحساس بالحاجة للمنتجات المعلن عنها مباشرة أو بطريقة غير مباشرة.

. وفي الأخير لم تستطع البرامج الواقعية في الفضائيات العربية إعادة الصلة بين المنتج والإعلان

لارتباط عملية الشراء بمحددات اقتصادية أخرى كمستوى الدخل وسعر المنتجات.

. نسبة الإعلانات المباشرة من خلال الفواصل والومضات الإشهارية أو ظهور أرقام التصويت أسفل

الشاشة أو الحديث عن التصويت والتفاعل عبر مواقع التواصل الاجتماعي أكبر من الإعلانات

غير المباشرة.

. المساحة الزمنية المخصصة للإشهار كانت مرتفعة جداً قاربت نصف زمن العرض مما يدل على

أن الطابع التجاري يغلب على هذه النوعية من البرامج. . البرامج الواقعية هي برامج ترفيه وتسلية في الأساس وتهدف إلى إشباع حاجة المشاهد إلى

الترفيه.

. جاءت القسم السالبة أكثر ظهورا من القيم الموجبة وكان التركيز في هذه البرامج الواقعية في الفضائيات العربية برنامج ستار أكاديمي أنموذجا على قيم المساكنة والاختلاط والتقليد والإغراء والعلاقات العاطفية خارج إطار مؤسسة الزواج وهي قيم تتنافى والقيم السائدة في المجتمعات

العربية والإسلامية.

. تنوعت هذه الأساليب بين التكرار والجاذبية والواقعية والتفاعلية أو الدعوة للمشاركة. كما تبين أيضا أن أسلوب عرض النماذج كان الأقل استخداما في الإثارة وجذب الانتباه