قادة الرأي لدى الشباب الجزائري

Abstract

حاولت هذه الدراسة الوقوف على دراسة موضوع قادة الرأي لدى الشباب الجزائري، على ضوء المتغيرات والسياقات الاجتماعية والإعلامية التي تحيط به من خلال السعي إلى تحديد هوية هؤلاء الأشخاص، ورصد خصائصهم وفقا لتصورات الشباب بالإضافة إلى رسم أهم مجلات

وملامح تأثيرهم.

وتمحور التساؤل الرئيسي لهذه الدراسة حول هوية قادة الرأي لدى الشباب الجزائري وما هو

تأثيرهم عليهم؟، واندرجت تحته التساؤلات الفرعية الآتية:

من هم قادة الرأي لدى الشباب الجزائري؟

ما هي الخصائص والسمات التي يرى الشباب الجزائري وجوب توفرها في قادة الرأي؟

ما هي المجالات التي يؤثر فيها قادة الرأي على الشباب الجزائري؟

ما هي التأثيرات الذي يمارسها قادة الرأي على الشباب الجزائري؟

وقد اعتمدت هذه الدراسة على منهج المسح بالعينة، الذي تم من خلاله الاستعانة بالاستمارة كأداة بحثية لجمع البيانات، تتحقق من خلالها أهداف الدراسة.

ونظرا لخصوصية مجتمع البحث، فقد تم اختيار العينة العشوائية البسيطة، والتي قدر عددها

ب: 365 مفردة.

وتوصلت الدراسة إلى النتائج الآتية:

تتجسد شخصيات قادة الرأي لدى الشباب بشكل كبير في المحيط الاجتماعي بالدرجة الأولى، من خلال تصدر أفراد الأسرة والأصدقاء قائمة الشخصيات المؤثرة فيه، والمحيط الإعلامي السمعي البصري بالدرجة الثانية، من خلال أسماء الدعاة، والصحفيين، ورجال السياسة،

والرياضيين والمغننين والممثلين يرتكز تصور الشباب في تحديد مفهوم قائد الرأي بشكل كبير على الثقة في سلوكياته

وأفكاره.تتمحور طرق رؤية الشباب لقادة الرأي أساسا في الاتصال الشخصي، نظرا لارتباطهم بمحيطهم الاجتماعي، وبعدها وسائل الاتصال الجماهيري، ثم مواقع الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، كما توصلت النتائج إلى أن غالبية الشباب يتواصلون مع قادة الرأي من خارج محيطهم الأسري، وذلك عن طريق الاتصال الشخصي أولا، وبعدها مواقع التواصل الاجتماعي ثم الهاتف، وفي المرتبة الأخيرة جاء البريد الالكتروني. أظهرت أسماء قادة الرأي التي تنتمي إلى الفضاء الإعلامي السمعي البصري)، أنها تندرج ضمن المحيط الوطني تارة وضمن المحيط العربي تارة أخرى حيث اتجه أغلب الشباب لاختيار أسماء عربية للدعاة، والشخصيات الصحفية، بنسبة تفوق المحيط الوطني، أما أسماء الشخصيات التمثيلية، والمغنيين، والرياضيين، فقد ارتبطت بالدرجة الأولى بالمحيط الوطني. أما الشخصيات السياسية، فقد تأرجحت الأسماء ما بين الوطني والعربي والدولي، تعلقت

أغلبها برؤساء الدول.

- أظهرت النتائج المتعلقة بتصورات الشباب للخصائص الواجب توفرها في قادة الرأي، أن أغلبهم يرى وجوب اشتراطها، حيث تبين أن عددا كبيرا من الشباب يرى وجوب توفر كل من: الخصائص الفيزيولوجية، وعلى رأسها الجمال الخلفي، والخصائص النفسية والعقلية، وعلى رأسها الثقة بالنفس والمعرفة والعلم والذكاء والفطنة، وأظهرت النتائج فيما يتعلق الخصائص الاجتماعية أن هناك اهتماما مشتركا بها حيث جاءت النسب متقاربة في مجملها، كما أظهرت النتائج أن أغلب الشباب يهتمون بتوفر الخصائص الأخلاقية، وعلى رأسها المتواضع، أما الخصائص الفنية المتعلقة بالإقناع، فقد تبين أن الشباب يولي أهمية معتبرة لخصائص الاتصال اللفظي كعملية للإقناع من خلال التركيز على استخدام الأدلة والحجج من جهة، والفصاحة من جهة أخرى على حساب الاتصال غير اللفظي

يعكس تصور الشباب للصفات التي يرى وجوب توفرها في قادة الرأي إلى حد كبير أسماء الشخصيات المؤثرة فيه، وعلى رأسها الوالدين والشخصيات السياسية والرفاق والشخصيات

الدينية.يستعين الشباب بشكل كبير بالمحيط الأسري والاجتماعي المتمثلان في كل من الوالدين والأصدقاء الأخذ قراراته ذات الطابع الشخصي والاجتماعي، وذات الطابع السياسي، أما القرارات المتعلقة بالمجال الديني فيستعين الشاب على كل من الوالدين ورجال الدين (الأئمة والدعاة)،

وبعدها الأصدقاء.

أظهرت النتائج أن هناك ميل لمتابعة الشباب للبرامج الإعلامية بتوجيه أو نصيحة بعض الأشخاص، وتبين أنهم أفراد من خارج محيطهم الأسري، يقاربونهم في السن والمستوى

التعليمي

أظهرت النتائج أن اقتداء الشباب بقادة الرأي يكون بدرجة كبيرة على مستوى أفكارهم وسلوكياتهم، وعلى رأسها طريقة التفكير، وطريقة الكلام والتواصل مع الآخرين. أظهرت النتائج أن الشباب يرى أن قادة الرأي يلعبون عدة أدوار اتجاههم، وعلى رأسها تعزيز القدرة على النقاش وتحليل الأحداث، بالإضافة إلى زيادة المعرفة والوعي حول الأحداث المحلية والوطنية.