إستخدامات الأساتذة الجامعيين للكتاب الإلكتروني

Abstract

لقد أدى التطور الكبير والمتسارع في تكنولوجيا الاعلام والاتصال الحديثة إلى إتاحة إمكانيات لا متناهية تطبعها الآنية والسرعة والتنوع في الوصول إلى المعلومة، هذه الأخيرة التي اتخذت شكلا إلكترونيا داخل فضاءات شبكة الويب. وقد أدى هذا التحول في شكل المعلومات إلى ظهور العديد من أوعية المعلومات الإلكترونية كان أبرزها وأكثر شيوعا بين الباحثين والأكاديميين الكتاب الإلكتروني، حيث أصبح يتبوأ مكانة ينافس بها الكتاب الورقي. ومن هنا أتت الفكرة بإجراء دراسة نسعى من خلالها إلى الكشف عن استخدامات هذا المصدر من مصادر المعلومات الإلكترونية في الأوساط الأكاديمية، وكان اختيارنا لفئة الأساتذة الجامعيين باعتبارهم أكثر من يستخدم الكتاب بشكليه الإلكتروني والورقي. ولتحقيق هذا الهدف العام اقترحنا جملة من الأسئلة الفرعية، عني أولها بالتعرف على عادات وأنماط استخدام الأساتذة الجامعيين للكتاب الإلكتروني، أما الثاني فسعينا من خلاله إلى محاولة التعرف على الأسباب التي تدفع المبحوثين إلى استخدام الكتاب الإلكتروني، ثم أتبعناه بثالث يكشف عن الاشباعات التي حققها استخدام الكتاب الإلكتروني للمبحوثين، وأخيرا أضفنا تساؤلا يخص العوائق التي تحد من استخدام الأساتذة للكتاب الإلكتروني بفعالية. وانطلاقا من هذه التساؤلات الفرعية المطروحة فدراستا تسعى لتحقيق جملة من الأهداف الفرعية هي كالآتي: 01- محاولة تحديد الأدوار الرئيسة للكتاب الإلكتروني في مجال البحث العلمي وإسهامه في توفير حاجات الأساتذة من المعلومات. 02- الكشف عن أسباب استخدام الأساتذة الجامعيين للكتاب الإلكتروني. 03- تحديد الإشباعات المحققة من وراء استخدام الكتاب الإلكتروني لدى الأساتذة الجامعيين. 04- معرفة أهم العوائق التي تحد من الاستخدام الفعال للكتاب الإلكتروني في أوساط الأساتذة الجامعيين. وتحقيقا لهذه الاهداف قمنا بإجراء دراسة وصفية موظفين منهج المسح بالعينة، ومستعينين بنوعين من العينات هما الطبقية والحصصية للحصول على حصص ثابتة ( 50مفردة) من كل قسم من الأقسام التي تم اختيارها بطريقة عشوائية من الجامعات محل الدراسة، والتي كونت في الأخير عينة من 150 أستاذا من تخصصات العلوم التجارية، الادب العربي والهندسة الميكانيكية. وكانت أداة استمارة الاستبيان هي الأداة المعتمدة لجمع البيانات، والتي اشتملت على خمسة محاور، خصص الأول منها لدراسة خصائص أفراد العينة من حيث متغيرات: الجنس، العمر، الدرجة العلمية، اللغات المتقنة والتخصص العلمي، في حين تناول المحور الثاني عادات وأنماط استخدام المبحوثين من الأساتذة الجامعيين للكتاب الإلكتروني، بينما يتقصى المحور الثالث أهم الأسباب والدوافع التي تحفز المبحوثين على استخدام الكتاب الإلكتروني، هذا وضم المحور الرابع أسئلة لكشف عن الإشباعات المحققة من وراء استخدام المبحوثين للكتاب الإلكتروني، فيما سعى المحور الأخير إلى تحديد عوائق استخدامهم للكتاب الإلكتروني. وبعد جمع المعلومات وتبويبها وإعطائها تفسيرات، توصلنا إلى جملة من النتائج تعطي إجابات عن تساؤلات الدراسة المطروحة هي كالآتي: 01- يعتبر البحث المعمق عن المعلومات في مجال التخصص، إضافة للبحث عن الكتب الإلكترونية لقراءتها أو تحميلها، مع القيام بتبادل الرسائل والمعلومات عبر البريد الإلكتروني، أهم الأنشطة والأعمال التي يقوم بها المبحوثون حين تصفحهم شبكة الأنترنت، وذلك بغض النظر عن جنسهم. 02- يستخدم جل المبحوثين ومن كل الدرجات العلمية الكتاب الإلكتروني كأهم مصدر من مصادر المعلومات الإلكترونية، متبوعا بالأطروحات والرسائل الجامعية الإلكترونية ثم المجلات الإلكترونية وفي أماكن مختلفة كالمنزل والفراش والمكتبة، وذلك باستعمال جهازي الحاسوب المحمول والمكتبي خاصة، وهم يمضون في قراءة محتوى الكتاب الإلكتروني مدة تتراوح بين الساعة والساعتين خلال جلسة واحدة . 03- الأنترنت هي المصدر الرئيس الذي يحصل منه المبحوثون على الكتب الإلكترونية بأشكالها المختلفة (pdf، micosoft word، html ) وذلك من خلال تحميلها من المكتبات الإلكترونية، مواقع الجامعات ومراكز البحث، أو الحصول عليها من الأصدقاء. 04- يستخدم المبحوثون الكتاب الإلكتروني باللغات الثلاث: العربية، الفرنسية والإنجليزية. جل الكتب التي يستخدمونها باللغة العربية، والفرنسية والإنجليزية بدرجة أقل منها، مع وجود علاقة قوية بين متغير التخصص ولغة الكتب الإلكترونية المستخدمة برزت خصوصا مع تخصص الهندسة الميكانيكية، الذي يستخدم الأساتذة فيه الفرنسية كلغة للتدريس والبحث. هذا إضافة لتنوع المجلات المعرفية للكتب المستخدمة من طرف المبحوثين بين كتب في مجال التخصص أولا ثم كتب اللغة والأدب العربي فكتب العلوم الشرعية وأخيرا كتب الفلسفة والفكر واللغات الأجنبية. 05- تعددت استخدامات المبحوثين للكتاب الإلكتروني، حيث يستخدمونه خصوصا للمطالعة في التخصص وجمع المادة العلمية للمحاضرات والتطبيقات وإنجاز المداخلات والمقالات العلمية. 06- تم تسجيل ميل متزايد في أوساط أغلب المبحوثين نحو استخدام الكتاب الإلكتروني. وكان من أهم الأسباب التي أوجدت هذا الميل والتفضيل المتزايدين: سهولة الحصول عليها وتوزيعها وتخزينها، إضافة لانخفاض تكلفة شرائها ونسخها وعدم تعرضها للتلف والتقادم، هذا مع مزايا متعلقة بالأجهزة المستعملة في عرض محتواها كأريحيتها للعين وسرعة التصفح وتوفر برامج قراءتها. ولم يكن لمتغير التخصص أي تأثير في إيجاد فروق ذات دلالة إحصائية تخص هذه العوامل المحفزة على استخدام الكتاب الإلكتروني. 07- أغلبية المبحوثين تحققت لديهم إشباعات من وراء استخدامهم الكتب الإلكترونية، والتي كان من أهمها: الحصول على المعلومات اللازمة لإنجاز البحوث وإعداد المحاضرات بكافة اللغات، تعويض النقص في المراجع المسجل على مستوى المكتبات التقليدية مع توفير تكاليف ومشقة الانتقال إليها، هذا مع توفير تكاليف شراء ونسخ الكتب المطبوعة. 08- لا يحقق الكتاب الإلكتروني للمبحوثين مستويات عالية من التركيز على المحتوى المقروء، إضافة إلى عدم تذكرهم لأغلب المعلومات المقروءة منه، وتراجع فعالية استخدامه نتيجة جملة من العوائق كان منها: صغر حجم بعض الشاشات مما يرهق البصر، ضرورة التعبئة المستمرة للبطاريات مع إمكانية انقطاع الكهرباء، تعرض الذاكرة الخاصة بقارئات الكتب الإلكترونية للتلف بسبب الفيروسات، إمكانية تعطل أنظمة التشغيل الخاصة بالأجهزة بسبب الفيروسات، هذا وتعتبر عملية البحث عن عنصر داخل متن الكتاب الإلكتروني عملية متعبة وبطيئة إضافة لغياب الترقيم عن بعض الصفحات في العديد من الكتب الإلكترونية.